تحليل أسباب وتأثيرات العنف الاسرى على المجتمع

تحليل أسباب وتأثيرات العنف الاسرى على المجتمع
المعلومات المذكورة في المدونة الطبية ليست إستشارة طبية أو علاج هي فقط معلومات عامة ولا تغني أبدا عن زيارة الطبيب أو أخذ علاجات دون إستشارة الطبيب المعالج

يتم تعريف العنف بأنه القسوة والعنف باللغة، والفعل الناتج عنه يعنى بالعنف. يمكن أن نقول: عنف الرجل؛ أي أنه لم يتصرف بلطف وقاسي تجاهه وعامله بشدة وعنف، أو انتقده ووبخه، والفعل المشتق منه يعني أيضا استخدام القسوة، فيمكننا أن نقول: عنف موظف؛ أي أنه عامله بقسوة لتحسينه أو للوقاية منه.


 العنف اصطلاحاً 

يتم تعريف العنف عموماً بأنه استخدام القوة بشكل غير قانوني أو التهديد بالاستخدام القوة للإضرار بالآخرين، وفي علم الاجتماع يُعرف العنف على أنه أذية الآخرين من أجل تفكيك العلاقات الأسرية مثل العنف ضد الزوجة أو الزوج أو الأبناء أو كبار السن، سواء كان ذلك بالإهمال أو العنف الجسدي أو النفسي أو الأخلاقي. وفي تعريف آخر، يعتبر العنف أي شكل من أشكال السلوك العدواني الذي يهدف إلى استغلال أو اخضاع الآخر ذو القوة الأقل سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً، ويؤدي ذلك إلى حرمان الآخرين من حريتهم وخلق ضرر مادي أو معنوي أو نفسي.


العنف الأسري اصطلاحاً 

يُعرف العنف الأسري بأنه إلحاق الأذى بين أفراد الأسرة، مثل العنف من الزوج ضد الزوجة أو العكس بالعكس، والعنف من الوالدين ضد الأطفال أو العكس بالعكس. يمكن أن يكون الأذى عبارة عن اعتداء جسدي أو نفسي أو جنسي أو تهديد أو إهمال أو سلب الحقوق. عادة ما يكون المعتدي هو الشخص الأقوى الذي يرتكب العنف ضد الشخص الأضعف. بشكل عام، يعتبر العنف الأسري جريمة جنائية تحتاج إلى تدخل طبي لعلاج الضحايا الذين يفقدون ثقتهم بأنفسهم ويعانون من العجز والقلق والاكتئاب. يمكن أن يشمل العنف الأسري أيضًا علاقات خارج الأسرة، مثل العنف الذي يرتكبه الأقارب أو أصدقاء العائلة.


دوافع العنف الأسري 

الدوافع الاجتماعية 

تتمثل دوافع العنف الاجتماعي في العادات والتقاليد التي يورثها الأبناء عن الآباء والأجداد، مثل اعتقاد بأن للرجل حق في السيطرة على شريكته واحترام الرب في الأسرة، وأن قدرة الرجل على السيطرة يعتبر مؤشراً على رجولته. وعلى الرغم من أن هذه الدوافع تختفي تدريجيًا مع زيادة الوعي والثقافة في المجتمع، إلا أن بعض الأفراد ما زالوا يمارسون العنف نتيجة للضغوط الاجتماعية والتغييرات الاجتماعية التي تواجههم، مثل الحمل أو المرض في الأسرة. وتتأثر هذه الدوافع بمستوى الدين وتأثير البيئة الخارجية والعمل والتقاليد والثقافة المختلفة بين الأزواج، مما يؤدي إلى تصاعد العنف الأسري.

 الدوافع الاقتصادية 

يؤدي التدهور الاقتصادي في حياة الأسرة نتيجة فقدان الوظيفة أو تراكم الديون إلى زيادة حالات العنف داخل الأسرة، وذلك بسبب مشاعر اليأس وزيادة مستويات التوتر بسبب الفقر. يجب أن نعرف أن المشكلات الاقتصادية التي تؤدي إلى العنف تظهر بأشكال مختلفة، مثل عدم قدرة الأسرة على تلبية احتياجاتها بسبب نقص الموارد وانخفاض الدخل، وحدوث نزاعات داخل الأسرة بسبب عدم اتفاقهم على إدارة الموارد، وحدوث نزاعات بين الزوجين بشأن راتب الزوجة وكيفية إدارته، وتدهور الأوضاع الاقتصادية بسبب حدوث حوادث غير متوقعة أو خسارات مالية في الأسرة.

الدوافع الذاتية والنفسية

تُعرف الدوافع الذاتية بأنها الدوافع التي تأتي من الداخل وتدفع الإنسان نحو ممارسة العنف. يمكن تلخيص هذه الدوافع في صعوبة التحكم بالغضب وتقليل احترام الذات والشعور بالنقص واضطرابات الشخصية وتعاطي الكحول والمخدرات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقسيم هذه الدوافع إلى نوعين كما يلي:

النوع الأول: الدوافع التي تنشأ نتيجة عوامل خارجية تؤثر على الإنسان منذ صغره وتستمر معه طوال حياته، مثل الإهمال وسوء المعاملة، مما قد يدفعه إلى اللجوء إلى العنف داخل الأسرة. وقد تبرز هذه الدوافع أيضاً نتيجة شهادة الإنسان للعنف العائلي في الطفولة واعتقاده مع مرور الوقت أن العنف هو وسيلة لتنظيم الحياة الأسرية.

النوع الثاني: الدوافع التي نشأت داخل الإنسان منذ ولادته نتيجة لعوامل وراثية، أو نتيجة لسلوك غير قانوني من الآباء وأثرت في تصرفات الشخص الناشئ.

ضحايا العنف الاسرى

العنف الأسري هو ظاهرة منتشرة في المجتمع بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الوضع الاقتصادي. يشمل ضحايا العنف الأسري كل من الرجال والنساء والأطفال وكبار السن، ولكن يظهر النساء كأكثر الفئات عرضة للعنف. يتم ممارسة العنف بشكل متعمد في العديد من الحالات، ولكن يحدث بلا قصد أحيانًا، نتيجة عدم قدرة الأفراد على التعامل مع الصعوبات في حياتهم.

أنواع العنف الأسري 

العنف الجسدي

يُعرف العنف الجسدي بتسببه في الإضرار بأحد أفراد الأسرة أو إحداث إصابة جسدية لهم. يتم تحقيق العنف الجسدي عند توفر شرطين؛ الأول: يتعلق بفعل أو عدم فعل شيء معين يسبب إذى بدني. أما الشرط الثاني: أن يكون هذا الفعل مقصودًا لإحداث الأذى الجسدي مع عدم الحاجة لأن يحدث الاثنان في نفس الوقت. يمكن أن يصل العنف الجسدي إلى درجة تعطيل الحواس أو حتى القتل، ويختلف الأداة المستخدمة لإحداث الإصابة الجسدية من بسيطة مثل الصفع إلى شديدة مثل الأسلحة الحادة.

 العنف النفسي

يعتبر العنف النفسي من الأنواع الأكثر انتشارافي المجتمع، ولكنه يعتبر من الأنواع الأصعب في التعرف عليه ومعرفة تأثيره، بسبب عدم وجود آثار مادية ظاهرة على الضحية. يصعب إثباته عند تقديم الشكوى للسلطات، كما يشمل أيضا تعرض الضحية لكلام مؤذ يسبب الاحتقار كالسب والشتم والقذف. يعتبر منع أحد أفراد الأسرة من التفاعل مع أقاربه أو الأصدقاء أيضا شكلا من أشكال العنف النفسي، بالإضافة إلى التهديد بالضرب أو الطلاق أو حرمان الأطفال. كما يؤثر فقدان المشاعر الحب والعطف بين أفراد الأسرة وعدم تعاونهم في حل المشاكل، بالإضافة إلى عدم اهتمام الوالدين بتربية أبنائهم على تنشئة اجتماعية سليمة.

العلامات الدالة على وجود عنف أسري 

تظهر علامات العنف الجسدي

من قِبل الزوج من خلال شد الشعر، والصفع، والركل، والعضّ، والخنق، ومنع الطعام والشراب، واستخدام السلاح، والإساءة إلى الأطفال، والقيادة بطريقة متهورة أثناء تواجد الشريك.

علامات وجود العنف النفسي 

تدل العديد من السلوكيات على تعرض الشريك للعنف النفسي، من بينها الإهانة المستمرة والنقد المستمر، ومنع الشريك من زيارة الأهل والأصدقاء أو حبسه في المنزل. كما تشمل الممارسات الضارة المراقبة المستمرة لتحركات الشريك والتدخل في أموره الشخصية مثل الانتقاد لمظهره الخارجي وتحديد ملابسه واستخدام مستحضرات التجميل.

مراحل العنف الأسري 

يحدث معظم حالات العنف الأسري في دورة من ثلاث مراحل، وهي كما يلي: المرحلة الأولى هي مرحلة التوتر، حيث تصبح العلاقات الأسرية متوترة وتحاول الضحية تجنب المعتدي، وتستمر هذه المرحلة من ساعات إلى أشهر. المرحلة الثانية هي مرحلة العنف، حيث يعتدي المعتدي على الضحية بشكل جسدي أو جنسي أو نفسي. أما المرحلة الثالثة هي مرحلة شهر العسل، حيث يبدأ المعتدي بالاعتذار وتقديم الهدايا للضحية في محاولة للتسامح وتعهد بعدم تكرار الإساءة. وهكذا، تبدأ دورة جديدة من العنف، ولا ينبغي نسبة جميع حالات العنف إلى هذه النمطية.

التخلّص من ظاهرة العنف الأسري

 إجراءات على مستوى الدولة 

تعتبر التدابير الوقائية مهمة لمكافحة العنف الأسري ومنع انتشاره والحفاظ على وحدة الأسرة. تتبنى بعض الدول استراتيجيات وطرق للوقاية من العنف الأسري والتعامل معه بفعالية في حال وقوع حادثة، بهدف توفير السلام والاستقرار في المجتمع.

-برامج التوعية تهدف إلى زيادة الوعي بمشكلة العنف الأسري، وتشمل عدة مراحل بدءا من الوقاية العامة وصولا إلى الوقاية القانونية والوقاية الإجرائية. تُعنى هذه البرامج أيضا بتثقيف الجهاز القضائي حول كيفية التعامل مع حالات العنف الأسري وتوفير الحماية للضحايا. كما تسعى إلى تحسين كفاءة المؤسسات التي تعنى بحماية الأسرة من خلال تقديم دورات تدريبية حول مؤشرات العنف وكيفية التعامل معها.

-البرامج الوقائية خلال التدخل: هي الاستراتيجيات التي تهدف إلى مساعدة الضحية على التغلب على آثار العنف النفسي والجسدي عن طريق تعزيز تواصلها الاجتماعي، وتطوير قدراتها، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة، وتمكينها اقتصادياً من خلال دعم الأعمال الصغيرة وتشجيع التدريب المهني لإيجاد فرص عمل، وتقديم النصائح القانونية والمساعدة في فهم الإجراءات القانونية ومدى نفاذها.

-برامج الوقاية خلال الرعاية اللاحقة تهدف إلى إعادة تأهيل المتضررين من العنف الأسري ودمجهم في المجتمع، وتقديم خدمات استشارة نفسية للأشخاص الذين يعانون من آثار ما بعد الصدمة. بالإضافة إلى ذلك، تساعد هذه البرامج كبار السن المتعرضين للعنف في دمجهم في المجتمع وتدريبهم على كيفية إدارة الغضب لتجنب وقوع حوادث عنف في المستقبل.

 

المعلومات المذكورة في المدونة الطبية ليست إستشارة طبية أو علاج هي فقط معلومات عامة ولا تغني أبدا عن زيارة الطبيب أو أخذ علاجات دون إستشارة الطبيب المعالج

احجز عند أفضل دكتور نفسي